بقلم عمر عفيفي .. لماذا لم تتحمل مرارة مبارك عودة البرادعي

ماذا لم تتحمل مرارة مبارك عودة البرادعي !! ؟؟


5th March
بقلم / عمر عفيفي
لماذا لم تتحمل مرارة مبارك عودة البرادعي إلي أرض الوطن ؟ وهل مطالبة البرادعي بتعديل بعض مواد الدستور مدعاه إلي ألم المرارة إلي هذا الحد ؟ ولماذا لم يشعر الرئيس بالمراره غير الان ؟ وماذا عن مرارة ال 80 مليون مصري المفقوعه منذ 29 عاماً ؟
ولكوني واحد من ثمانين مليون مصري عانيت مثلهم مرارة الوضع الحالي والتي صارت علقم في كل حلق لكني أتمني سلامه مرارة الرئيس ، ليعود بمراره جديده قابله لتحمل طموح ملايين البشرالمتطلعين لمستقبل أفضل ليعيشوا حياه كريمه في وطنهم .
بل أتمني أن يتمكن الآطباء الألمان في علاج مرارة الرئيس لتستوعب فكرة الديمقرطية الحقيقة وتتحمل المنافسه الشريفه في ظل إنتخابات حره نزيهه تحقق العداله الحقيقيه في تكافؤ الفرص لكل المصريين .
لكن هل تهتم يا سيادة الرئيس بمرارة الشعب المصري المفقوعه مما يعانيه من هموم وآلام يوميه باتت لا تعد ولا تحصي كما نهتم نحن بسلامة مرارة سيادتك ؟
لا أعرف لماذا أتذكر كلمات والدتي عندما كانت تصرخ في وأنا طفل صغير أرتكب شقاوات الآطفال " حرام عليك فقعت مرارتي" ولم أكن أعرف علاقة السببيه بين ما أرتكبه من أفعال تضايقها وبين سلامة مرارتها . ولأن البسطاء من المصريين لا يتحدثوا إلي من واقع خبره وتجربه حياتيه موروثه من ألالاف السنين ، فهناك علاقة أكيده بين الضيق وبين ألم المراره واللذين يعبرون عنها بلغتهم البسيطه " فقع المراره" .
فلماذا كل تلك المراره يا سيادة الرئيس من عودة رجل مثل البرادعي لا يطمح إلا لإصلاح أحوال الناس والعباد الذين وصلت بهم المراره إلي الحلقوم من كل شئ حولهم وفي كل وقت ؟ حتي صار الشباب المصري يفضلون الموت غرقاً علي سواحل أوروبا بحثا ً عن لقمة العيش التي ضنت عليهم بها حكومتهم من مرارة البطاله والحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانيه الأساسية ؟
هل هناك مراره يمكن أن يشعر بها انسان أكثر من أن يري أولاده أمامه وهو عاجز أن يسد رمقهم ويستر عورتهم ؟
هل هناك مراره أكثر من أن يقف المصري لساعات طوال في الطابور الإلزامي اليومي للبحث عن خمسة أرغفه في طوابير المهانه أمام أفران المذله ؟
هل هناك مراره أكثر من أن ينتهك عرض الرجال في أقسام الشرطة التي من المفترض أنها لحماية أعراضهم وأموالهم ؟
هل هناك مراره أكثر من أن يموت المصريين في رحلة البحث عن أنبوبة بوتاجاز ويري غاز بلاده يصدر لإسرائيل بأبخث الاثمان ؟
هل هناك مراره أكثر من أن يحاكم شاب جامعي لم يتجاوز العشرين من عمره أمام محكمه عسكريه لأنه عبر عن رأيه ؟
هل هناك مراره أكثر أن يقتل سبع شباب يوم عيدهم ولا يقدم المحرض الحقيقي للمحاكمه ؟
هل هناك مراره أكثر مما نشعر بها من خذي من بناء سور العار لمحاصرة أهلنا في غزه اللذين يتضورون جوعاً وحرماناً ؟
ألم المراره الحقيقي ياسيادة الرئيس في حلق المصريين صار لا يوصف ، ولا أعرف لماذا أنت مصمم علي أن تغلق أذناك ولا تريد أن تسمع أنات المصريين ، ولماذا أنت مصمم علي تعذيبهم أكثر من ذلك ؟
أدعوا الله أن يستطيع الألمان علاج مرارة سيادتكم الغاليه ، لكني أتمني أيضاً أن تتركنا لنعالج ما نحن فيه من مرار وكفانا 29 عاماً من المرار والمراره علي يديك .